رقصة البُن

2024-05-05T18:36:10+00:00
2024-05-05T18:36:18+00:00
إبداعات الشباب
5 مايو 2024
رقصة البُن
رابط مختصر

عبدالله حمود الفقيه- اليمن

تعالي؛ لأحضنكِ الآن..
تعالي؛ نخبِّئ أحزانَنا في تفاصيلِ هذا المساءِ
ونرقصُ حتى الصَّباح.

سأخبرُكِ الآنَ كَمْ نجمةٍ في عيونِكِ تَعزِفُ ألحانَها للعصافيرِ بين عيوني.
كم وردةٍ في شِفاهي تبسمُ حينَ تلامِسُ قَطْرَ النَّدى في شفاهِك..
بين أصابِعِنا الآن، كم غيمةٍ تتوالدُ،
كم قمرٍ من شَذَاكِ
يُرمِّمُ جُرحَ المَدينةِ
يَغْسِلُ وَجْهَ السَّماء.

تعالي- لثانيةٍ- نتقاسمُ حزنَ البِلادِ:
أنا سَأُحمِّصُ حَبَّةَ بُنٍّ على ناهِدَيكِ،
وفي أضلُعي تَعصِرِينَ العِنَب..
أنا سأُلَمْلِمُ حُلمَ الفراشاتِ في وَجْنَتِيكِ،
تُشَذِّبُ كفُّكِ وَرْدَ الحدائقِ في الكَلِماتِ
تُعيدينَ ترتيبَ ما بَعْثَرَتْهُ الطَّواحينُ من رُوحِنا..
وأنا سَوفَ أَنْسُجُ للفُقراءِ لحافًا من الضَّوءِ
أُطعِمُ نبضي الجِياعَ
أُقبِّلُ وجهَكِ حتى يُغنِّي “سُهَيلٌ” مَوَاوِيلَه
وحتّى “قِرانَ القَمَر”
حتّى هُطُولَ المَطَر.

تعالي؛ لِنَسْتَقبِلَ الآنَ هُدْهُدَنا
نقولُ له: إنَّ “بِلْقِيْسَ” في عرشِها الآنَ
تُوقِدُ ضَوْءَ الشُّمُوْسِ..
وإنّا أُولُو قوةٍ لا نَهَابُ المُلُوكَ..
أُولُو الحُبِّ
لكنَّنا لا نُقدِّسُ إلا تُرابَ “السَّعِيْدَة”.

هاتِي يَدَيْكِ.. احضُنِينِي..
لِنَنْفُخَ في النَّايِ مِنْ رُوحِنا
إلى أنْ يَعُودُ “سُهَيْلٌ” جديدًا يُضِيءُ الدُّرُوب.