مخاوف دولية من انتشار وباء جدري القردة

16 أغسطس 2024
مخاوف دولية من انتشار وباء جدري القردة
رابط مختصر
Free Facebook Likes

أثار‭ ‬إعلان‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية،‭ ‬والهيئة‭ ‬الصحية‭ ‬التابعة‭ ‬للاتحاد‭ ‬الإفريقي،‭ ‬عن‭ ‬حالة‭ ‬طوارئ‭ ‬صحية‭ ‬عامة،‭ ‬وهو‭ ‬أعلى‭ ‬مستوى‭ ‬من‭ ‬التأهب،‭ ‬بسبب‭ ‬تفشي‭ ‬مرض‭ ‬‮«‬جدري‭ ‬القردة‮»‬،‭ ‬مخاوف‭ ‬المغاربة‭ ‬من‭ ‬إمكانية‭ ‬انتشار‭ ‬المرض‭ ‬ببلادنا،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬المملكة‭ ‬سبق‭ ‬وأن‭ ‬سجلت‭‬3‭ ‬حالات‭ ‬إصابة‭ ‬مؤكدة‭ ‬بالوباء‭ ‬سنة‭ ‬2022،‭ ‬أولها‭ ‬كانت‭ ‬لمواطن‭ ‬أجنبي‭.

ويتصاعد‭ ‬الترقب‭ ‬مع‭ ‬إعلان‭ ‬جان‭ ‬كاسيا،‭ ‬رئيس‭ ‬المراكز‭ ‬الإفريقية‭ ‬لمكافحة‭ ‬الأمراض‭ ‬والوقاية‭ ‬منها،‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬صحافي‭ ‬أخيرا‭ ‬‮«‬أن‭ ‬جدري‭ ‬القردة‭ ‬حالة‭ ‬طوارئ‭ ‬صحية‭ ‬عامة‭ ‬تهدد‭ ‬الأمن‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬القارة‮»‬،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬المرض‭ ‬عبر‭ ‬الحدود‭ ‬وأثر‭ ‬على‭ ‬الآلاف‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬القارة‭ ‬الإفريقية‮»‬‭.‬ وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬أكد‭ ‬الطيب‭ ‬حمضي،‭ ‬خبير‭ ‬صحي‭ ‬وباحث‭ ‬في‭ ‬النظم‭ ‬الصحية،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬المعطيات‭ ‬العلمية‭ ‬المتوفرة‭ ‬حاليا‭ ‬حول‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭ ‬مقلقة‭ ‬جدا‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‮»‬‭.‬ ويرى‭ ‬حمضي‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ»العلم‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬بدوره‭ ‬معني‭ ‬ومهدد‭ ‬بانتشار‭ ‬فيروس‭ ‬‮«‬جدري‭ ‬القردة‮»‬،‭ ‬رغم‭ ‬عدم‭ ‬تسجيل‭ ‬أي‭ ‬حالة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن،‭ ‬لهذا‭ ‬يجب‭ ‬العمل‭ ‬بشكل‭ ‬جماعي،‭ ‬واتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬عاجلة‭ ‬واستباقية‭ ‬للحد‭ ‬منه‭.‬ وأوضح‭ ‬الخبير‭ ‬الصحي‭ ‬والباحث‭ ‬في‭ ‬النظم‭ ‬الصحية،‭ ‬أن‭ ‬المقلق‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬ظهور‭ ‬معطيات‭ ‬علمية‭ ‬تفيد‭ ‬بأن‭ ‬السلالة‭ ‬الجديدة‭ ‬‮«‬1‭ ‬ب‮»‬‭ ‬تحدث‭ ‬فيها‭ ‬طفرات‭ ‬سريعة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬السلالات‭ ‬السابقة،‭ ‬مما‭ ‬يساعد‭ ‬في‭ ‬انتشارها‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬وخاصة‭ ‬بين‭ ‬صفوف‭ ‬الأطفال،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬احتكاك‭ ‬الجلد،‭ ‬منبها‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬الإماتة‭ ‬بلغت‭ ‬عند‭ ‬الأطفال‭ ‬10‭ ‬في‭ ‬المائة،‭ ‬و5‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬عند‭ ‬البالغين،‭ ‬وهي‭ ‬المعطيات‭ ‬التي‭ ‬ألزمت‭ ‬الوكالة‭ ‬الصحية‭ ‬التابعة‭ ‬للاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬لإعلان‭ ‬حالة‭ ‬الطوارئ‭ ‬الصحية‭ ‬العامة‭.‬ وأفاد‭ ‬المتحدث،‭ ‬بأنها‭ ‬ليست‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬تعلن‭ ‬فيها‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬عن‭ ‬حالة‭ ‬الطوارئ‭ ‬الصحية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬مذكرا‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬إعلان‭ ‬حالة‭ ‬الطوارئ‭ ‬بسبب‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭ ‬في‭ ‬2022‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬وتمت‭ ‬نهايته‭ ‬في‭ ‬2023‭. ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الإعلان‭ ‬سيمكن‭ ‬من‭ ‬التحرك‭ ‬بشكل‭ ‬استباقي،‭ ‬وجمع‭ ‬الأموال‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬اللقاح،‭ ‬وتفعيل‭ ‬تقنيات‭ ‬الرصد‭ ‬واليقظة‭ ‬والمراقبة،‭ ‬والتشخيص‭ ‬والتحسيس‭.‬ ونبه‭ ‬إلى‭ ‬أننا‭ ‬أمام‭ ‬خطر‭ ‬حقيقي،‭ ‬والمغرب‭ ‬معني‭ ‬باتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬الضرورية،‭ ‬والمساهمة‭ ‬إفريقيا‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬انتشاره‭. ‬وتابع‮»‬‭ ‬نحن‭ ‬لا‭ ‬نتوفر‭ ‬على‭ ‬لقاحات‭ ‬خاصة‭ ‬بهذا‭ ‬الفيروس،‭ ‬أو‭ ‬دواء‭ ‬معين‮»‬‭.‬ ودعا‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬تفعيل‭ ‬اليقظة،‭ ‬والمراقبة،‭ ‬وتحسيس‭ ‬المهنيين‭ ‬الصحيين‭ ‬بأعراض‭ ‬المرض،‭ ‬وكيفية‭ ‬التعامل‭ ‬الأولي‭ ‬معه،‭ ‬والإشارة‭ ‬إلى‭ ‬طريقة‭ ‬التبليغ‭ ‬عنه‭..‬وغيرهم‮»‬‭. ‬مستحضرا‭ ‬أننا‭ ‬لانزال‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬محاصرة‭ ‬المرض‭ ‬بالدول‭ ‬الإفريقية،‭ ‬لهذا‭ ‬يجب‭ ‬تكثيف‭ ‬الجهود‭ ‬لتجنب‭ ‬انتشاره‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭. ‬ وعن‭ ‬أعراض‭ ‬السلالة‭ ‬الجديدة‭ ‬من‭ ‬المرض،‭ ‬قال‭ ‬حمضي‭ ‬إنها‭ ‬تظهر‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الأمر‭ ‬كزكام‭ ‬وبعدها‭ ‬تنتشر‭ ‬كحبيبات‭ ‬مليئة‭ ‬بالماء‭ ‬على‭ ‬الجسم‭ ‬كاملا،‭ ‬عكس‭ ‬الجدري‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬منتشرا‭ ‬سابقا،‭ ‬ويظهر‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬معينة‭ ‬من‭ ‬الجسم،‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجة‭ ‬الحرارة‭. ‬ من‭ ‬جانبه،‭ ‬قال‭ ‬مصطفى‭ ‬الناجي،‭ ‬أخصائي‭ ‬في‭ ‬علوم‭ ‬الفيروسات،‭ ‬ومدير‭ ‬مختبر‭ ‬علوم‭ ‬الفيروسات‭ ‬بجامعة‭ ‬الحسن‭ ‬الثاني‭ ‬بالدار‭ ‬البيضاء،‭ ‬إن‭ ‬“هذا‭ ‬المرض‭ ‬الحيواني‭ ‬الذي‭ ‬يبقى‭ ‬انتشاره‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬عاديا‭ ‬يضعنا‭ ‬أمام‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬حملة‭ ‬تلقيح‭ ‬واسعة‮»‬‭.‬ وأكد‭ ‬الناجي،‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ»العلم‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬حاليا‭ ‬يبقى‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬مريح،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬ملزم‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الاستباقية‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬اتخاذ‭ ‬خطوات‭ ‬وقائية،‭ ‬تبدأ‭ ‬عبر‭ ‬حملة‭ ‬تلقيح‭ ‬واسعة‭ ‬تهم‭ ‬بالأساس‭ ‬الأطفال‮»‬،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬ستساعد‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬تجهيز‭ ‬مناعة‭ ‬سكانية‮»‬‭.‬ وتابع‭: ‬‮«‬لا‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬المغرب‭ ‬أن‭ ‬يجلس‭ ‬منتظرا‭ ‬تسجيل‭ ‬حالات،‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬ممكن،‭ ‬طالما‭ ‬أن‭ ‬الفيروس‭ ‬ليست‭ ‬له‭ ‬حدود،‭ ‬ويمكن‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬أن‭ ‬ينتشر،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الوقاية‭ ‬خير‭ ‬وسيلة‭ ‬حاليا‮»‬‭.‬ وأشار‭ ‬الأخصائي‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬الفيروسات،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الجدري‭ ‬ظهر‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬سنة‭ ‬1970،‭ ‬وانتشر‭ ‬في‭ ‬5‭ ‬بلدان‭ ‬إفريقية‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬ووصلت‭ ‬نسبة‭ ‬الإصابات‭ ‬أكثر‭ ‬من1400‭ ‬حالة‭. ‬منبها‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العزل‭ ‬من‭ ‬الوسائل‭ ‬الضرورية‭ ‬اليوم‭ ‬أثناء‭ ‬إصابة‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬بجدري‭ ‬القردة،‭ ‬تفاديا‭ ‬لانتشار‭ ‬المرض‭.‬ ونبه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الجدري‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬علاقة‭ ‬بالقردة‭ ‬فقط،‭ ‬وإنما‭ ‬هو‭ ‬مرض‭ ‬حيواني،‭ ‬يجب‭ ‬التعامل‭ ‬معه‭ ‬بحذر‭ ‬وتوقع‭ ‬الخطر‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الحيوانات‭. ‬

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.