قراءة وتحليل الخطاب الملكي بمناسبة افتتاح الجلسة الأولى للسنة التشريعية الرابعة من الولاية التشريعية الحادية عشرة (بقلم الصحافي والمحلل السياسي الزميل أحمد بنجديدية )

أنشطة ملكية
15 أكتوبر 2024
قراءة وتحليل الخطاب الملكي بمناسبة افتتاح الجلسة الأولى للسنة التشريعية الرابعة من الولاية التشريعية الحادية عشرة (بقلم الصحافي والمحلل السياسي الزميل أحمد بنجديدية )
رابط مختصر

تمّ افتتاح الجلسة الأولى للسنة التشريعية الرابعة من الولاية التشريعية الحادية عشرة، برئاسة جلالة الملك محمد السادس، يوم الجمعة 11 أكتوبر 2024. يكتسي هذا الحدث السنوي أهمية كبرى في الحياة السياسية المغربية، حيث يتيح للعاهل مخاطبة ممثلي الأمة مباشرة، ومن خلالهم، الشعب المغربي بأكمله.

الخطاب الملكي:

في خطابه، تناول جلالة الملك محمد السادس العديد من المواضيع الحاسمة لمستقبل المغرب، مع التركيز على قضيتين رئيسيتين:
قضية الصحراء المغربية وأزمة المياه المرتبطة بالجفاف المستمر.

قضية الصحراء المغربية:

• اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على كامل أراضيه الصحراوية. أعرب الملك عن امتنانه العميق لفرنسا والرئيس إيمانويل ماكرون على هذا “الدعم الصريح لمغربية الصحراء”.
• الدعم المتزايد من العديد من البلدان لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، التي تعتبر “الأساس الوحيد لحل هذا النزاع الإقليمي المصطنع”.
• افتتاح قنصليات من قبل دول عربية وأفريقية في العيون والداخلة، مما يعزز الاعتراف الدولي بالسيادة المغربية.

دعوة للتعبئة:

دعا جلالته إلى تعبئة أكبر لجميع المؤسسات والهيئات الوطنية من أجل:
• شرح أساسيات الموقف المغربي للدول التي لا تزال مترددة.
• تعزيز التنسيق بين غرفتي البرلمان بشأن هذا الملف.
• تحسين فعالية الدبلوماسية البرلمانية والحزبية.

تنمية الأقاليم الجنوبية:

أكد الملك على مساهمة الصحراء في المشاريع الاستراتيجية للمملكة، لا سيما:
• خط أنابيب الغاز بين المغرب ونيجيريا.
• الشراكات الاقتصادية والدبلوماسية التي تعزز اندماج هذه الأراضي في المملكة.

اليقظة والاستباقية:

شدد العاهل على ضرورة أن يظل المغرب:
• متيقظًا تجاه مناورات الخصوم.
• الحفاظ على دبلوماسية استباقية للدفاع عن القضية الوطنية.

شكر لمواطني الصحراء:

أعرب الملك عن امتنانه لمواطني الأقاليم الصحراوية على ولائهم ودورهم الرئيسي في توطيد الوحدة الوطنية.

إشكالية المياه والجفاف:

في مواجهة السنة السادسة على التوالي من الجفاف، سلط جلالته الضوء على الوضع المائي الملح في المغرب وقدم سلسلة من التدابير لمواجهته:

1. التنفيذ الأمثل للبرنامج الوطني للتزويد بمياه الشرب والري 2020-2027

2. تحديد هدف استراتيجي:

• ضمان مياه الشرب لجميع المواطنين
• تغطية ما لا يقل عن 80٪ من احتياجات الري على جميع أنحاء التراب الوطني

3. تسريع المشاريع الكبرى:

• استكمال برنامج بناء السدود
• تنفيذ مشاريع نقل المياه بين الأحواض المائية
• تسريع بناء محطات تحلية مياه البحر

4. هدف طموح لعام 2030:

• تغطية أكثر من نصف احتياجات البلاد من مياه الشرب من محطات التحلية
• ري مساحات زراعية مهمة لتعزيز الأمن الغذائي

5. تشجيع الابتكار والتقنيات الجديدة في إدارة المياه وقرارات ملكية لصالح المغرب وشعبه:

بالإضافة إلى هاتين القضيتين الرئيسيتين، اتخذ الملك محمد السادس عدة قرارات مهمة تهدف إلى تحسين ظروف معيشة المغاربة وتحديث البلاد:

الإصلاحات الاجتماعية:

• مواصلة تعميم التغطية الاجتماعية
• تعزيز حقوق المرأة والطفل
• تحسين نظام التعليم والتكوين المهني

التنمية الاقتصادية:

• تشجيع الاستثمار وريادة الأعمال
• دعم القطاعات الاستراتيجية مثل الزراعة والصناعة
• تعزيز الطاقات المتجددة والاقتصاد الأخضر

الحكامة والتحديث:

• تعزيز اللامركزية والجهوية المتقدمة
• رقمنة الإدارة والخدمات العامة
• مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية

في الختام:

أظهر الخطاب الملكي ليوم 11 أكتوبر 2024 رؤية شاملة وطويلة الأمد للمغرب، تجمع بين الدفاع عن الوحدة الترابية، وإدارة الموارد الطبيعية، والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وتحديث البلاد. تهدف القرارات والتوجيهات التي قدمها جلالة الملك محمد السادس إلى مواجهة التحديات الحالية مع الاستعداد لمستقبل المملكة وتحسين ظروف معيشة مواطنيه