رسالة مفتوحة من تونسي وبإسم الشعب التونسي إلى الرئيس التونسي قيس سعيد ( يكتبها الصحفي والكاتب والمحلل السياسي أحمد بنجديدية )

2024-10-19T17:12:50+00:00
2025-04-10T15:33:12+00:00
كتاب واراء
19 أكتوبر 2024
رسالة مفتوحة من تونسي وبإسم الشعب التونسي إلى الرئيس التونسي قيس سعيد ( يكتبها الصحفي والكاتب والمحلل السياسي أحمد بنجديدية )
رابط مختصر
أحمد بن جديدية

لألفت النظر إلى مأساة لشعبين شقيقين: الشعب المغربي والشعب التونسى

شرخ عميق في قلوبهم:

بقلوب مثقلة، نشهد اليوم انقساماً عميقاً بين أمتين شقيقتين، تونس والمغرب. هذه الأزمة الدبلوماسية، التي فرضتها قرارات سياسية مثيرة للجدل، تغرق شعبينا في حزن لا يوصف. لقد كسّر الرئيس قيس سعيد، باختياره الانحياز إلى الموقف الجزائري بشأن الصحراء المغربية، الروابط المقدسة التي وحّدت أمّتينا لقرون.

الحكمة الملكية في مواجهة الأزمة:

في مواجهة هذا الوضع، تثير الحكمة وضبط النفس اللذان أظهرهما جلالة الملك محمد السادس الإعجاب. فرغم الألم الذي سببته هذه الخيانة الدبلوماسية، يواصل العاهل المغربي تجسيد صوت العقل والوحدة المغاربية ،تتماشى رؤيته لمغرب عربي قوي وموحد، حيث تحترم كل دولة سيادة جيرانها، بشكل لا يتماشى مع موقف الرئيس التونسي قيس سعيد.

شرعية الموقف المغربي:

من الضروري التذكير بأن موقف المغرب من قضية الصحراء المغربية متجذر بعمق في التاريخ والقانون الدولي. فالأقاليم الصحراوية جزء لا يتجزأ من المملكة الشريفة، وتشهد جهود المغرب لاقتراح حكم ذاتي واسع وصادق لهذه المنطقة على رغبته في حل هذا النزاع المفتعل سلمياً. ويعترف المجتمع الدولي بشكل متزايد بشرعية وجدية هذا النهج المغربي.

رفض الشعب التونسي:

لا يؤيد التونسيون، هذا التحول المفاجئ في دبلوماسيتهم. يشعر إخواننا وأخواتنا المغاربة ، الذين نتشارك معهم الكثير من الذكريات والتقاليد والآمال، بالخيانة من قرار لا يعكس مشاعر الشعب التونسي بأي شكل من الأشكال. وتشهد الدموع المسكوبة على جانبي حدودنا على عمق ارتباطنا المتبادل.

العواقب الاقتصادية:

كانت الاستثمارات المغربية في تونس، وهي ثمرة الثقة المتبادلة، تعيل آلاف الأسر التونسية. واليوم، باتت هذه الوظائف مهددة، ومعها أحلام ومشاريع الكثير من إخواننا التونسيين. تضاف هذه الحقيقة الاقتصادية المؤلمة إلى الألم العاطفي الذي نشعر به جميعاً.

دعوة إلى العقل:

حان الوقت لكي يدرك الرئيس سعيد الضرر الهائل الذي يلحقه ليس فقط بشعبه، بل  كذلك بمنطقة المغرب العربي  إن الروابط التي توحد المغاربة والتونسيين أقوى من المناورات السياسية قصيرة النظر. لا يمكن محو ثقافاتنا المشتركة وتاريخنا المشترك ومستقبلنا المشترك بجرة قلم دبلوماسية.

يد الشعب المغربي ممدودة :

ندعو الرئيس التونسي رسمياً إلى إعادة النظر في موقفه. فليستلهم من حكمة الشعوب التي عمرها آلاف السنين، من هذه الأخوة التي صمدت أمام عواصف التاريخ. يمد المغرب، الوفي لتقاليده في الانفتاح والحوار، يده دائماً لإخوانه التونسيين.

نحو مستقبل مشترك:

عسى أن يتغلب العقل على الحسابات السياسية، والحب الأخوي على الانقسامات المصطنعة. يعتمد مستقبل بلدينا، ومستقبل المغرب العربي بأكمله، على ذلك. معاً، نحن المغاربة والتونسيون، يمكننا تجاوز هذه المحنة وإعادة بناء جسور أقوى بين قلوبنا وبلداننا