أحمد شمين
رغم صغر سنها الذي لم يتجاوز أربعة وعشرين سنة، جدابة بجمالها ورشاقة جسمها ، ولباسها الذي يكشف شيئا ما عن محاسن جسدها، باختصار شديد ، الناظر إليها ينساق وراءها متمنيا القرب منها والجوار على سرير واحد ، ورغم سني الذي تجاوز الستين بخمس سنوات ، لم ترحمني شهواتي الجنسية من تتبع خطواتها إلى غاية شارع قريب من المقهى التي اعتدت شرب فنجان قهوة بها ، لم أكن أتوقع تجاوبها السريع مع أول عبارة ود أتفوه بها ، هنا ركبت صهوة فرس الغرور ولم أعطي أي اهتمام للمارة الذين ينظرون إلي هذا المشهد غير المتناسق في كل شئ ، عامل فارق السن والوضع الصحي ، خاصة وأن خطواتي تتعثر بتأثير حادثة سير سابقة ، زد على ذلك شحوب الوجه التي استوطنت بملاحي ، في حين اكتملت فيها جميع صفات الحسن والجمال ، اتفقنا على لقاء قريب فكان اليوم الموالي ، كانت الساعات الفاصلة عن لقاء المتناقدات ، جد طويلة وبشعور المراهق سافرت في حلم بقضاء يوم جميل يزيح عني عناء سنين الجفاء العاطفي والحرمان من حلاوة الغرام ، في اليوم الموالي انتظرت جميلتي ، أتت في الموعد والمكان المتفق عليه ، اه ثم اه أي غرور وثقة في النفس أحسست بها ساعتها ، بسيارتي المتهالكة تبادلنا قبلات اللقاء ، ثم انعرجت إلى أقرب محل معد لبيع المشروبات الكحولية ، اخدت بضع جعات من البيرة ، هنا بدأ فصل اخر من هذه المغامرة ، حيث بمجرد وقوع عينها على ما بداخلي الكيس ، طرحت سؤال غير متوقع : ( البيرة هادي ؟ ) ، ثم أردفت قائلة : ( أنا ما كاتعجبنيش حارة الفودكا كتحمقني ) ، ورغم حقيبة نقودي مفلسة لبيت لها رغبتها واقتنيت ( الفودكا ) والمرفقات من قنينة مشروب غازي بنكهة الليمون ، وبعض المأكولات الخفيفة ، في الطريق تناولت جعتين من البيرة ، في حين أخدت ( الفودكا ) وبطريقة احترافية فتحتها وصبت الفودكا في كأس من الحجم الكبير ، وتناولته بسرعة بدون مزجه بالماء أو المشروب الغازي ، هنا بدأت دقات قلبي ترتفع ولم أتردد عن مطالبتها برؤية بطاقتها الوطنية ، بحجة أنها قاصر وليس بإمكانها شرب الفودكا كما هي ، انطوى عليها هذا الأسلوب وخرجت هويتها ، فتأكدت أنها راشدة ، ثم استمرت في شرب الفودكا وبسرعة ، الشئ الذي زاد في قلقي ولبسني الخوف من جديد ، وعن محل اقامتها عرفت منها أنها تقطن بسيدي الخدير ، القلق والخوف يزدادان أثناء الحديث وعند أية معلومة أقتنصها منها ، قارئ هذه السطور أتمنى أن تتصور كيف كان وضعي حين تناولت حبة اسطاكوزا ، وهي عبارة على مخدر قوي وجد خطير ، بعدها بدقائق بدأ شكل عينيها يتغير وأوصاف أخرى أستحيي ذكرها هنا ، أمام هذا الوضع الكارثي ، كان علي ايجاد حل سريع قبل وقوع ما لا أحمد عقباه ، لم أشعرها بما يجري بداخلي من خوف وقلق ، حيث ركنت سيارتي بالقرب من محل معد للمأكوات الخفيفة ، وطلبت منها أكل بعض السندويشات قبل التوجه إلى الفيلا ، انطوت عليها هذه الحيلة ، لأن المستوى الذي وصلت إليه من التخدير يمنعها من ملاحظة أية مناورة للتخلص منها ، بالفعل نزلت من السيارة التي هي في الأصل شهادة الضعف تؤكد أن مالكها لا يملك فيلا كما ادعى كذبا ، في يمين سناك هناك زاوية بها بعض الكراسي ، جلست على واحد منها وتركت لها اختيار نوع السندويتش ، وأخرجت من جيبي خمسين درهما لتؤدي ثمن طلبها وعليها انتظاري بعض الدقائق ، مبررا غيابي شراء بعض الأغراض االضرورية لجلستنا الحمراء قبل اغلاق المحلات التجارية ، ثم غادرت المكان بدون رجعة .
أخي القارئ هذه حكايتي مع الفتاة الجميلة ، التي كانت ستدمر ما تبقى لي في الحياة ، من أجل نزوة غرائزية هرولت وراءها أوقعتني هذه الحسناء في شراكها ، أتمنى الأخد بهذه التجربة التي لا تسر أحدا .