كل شخص يحاول أن يحكي حكايته؛ لأن الأسلوب القصصي هو أقوى طريقة لشد الانتباه. لذلك، حاول دارسو السرديات وضع قواعد لطرائق السرد؛ كما فعل فلادمير بروب في “مورفولوجية الخرافة”، وكما فعل جاك. م. بيكهام في كتابه “أكثر 38 خطأ في الكتابة القصصية” بهدف تحاشي تلك الأخطاء السردية.
هذه بعض قواعد بيكهام، التي ستمكن كتاب القصص والسيناريوهات من تأليف قصص تنتج معنى، تجعل المغزى يشرق في ذهن المتلقي.
يحدد الكاتب لقارئه عاشق السرد ما ينبغي تجنبه وما ينبغي فعله، يقول له:
أولا، تذكّرْ أن كل قصة جيدة تبدأ بتهديد.
ثانيا، بعدها امض قُدما؛ فالقصاص الجيد ينظر إلى الأمام بجعل الأحداث تتتابع، دون هذا يصير الحكي جامدا لا يتقدم إلى الأمام.
ثالثا، لا تعتذر وتؤجل الكتابة بدعوى قلة الوقت والتعب وانتظار الإلهام. هذا ما يفعله مدّعو الكتابة وهم يزعمون أنهم يستطيعون كتابة رواية؛ لكن لا وقت لهم الآن. وأنهم سيكتبون غدا ومستقبلا وهم لن يكتبوا الآن؛ لأن النقاد ظالمون والناس لا يقرؤون… ومع الزمن يشيخون دون أن يكتبوا.
رابعا، لا تعتبر نفسك أذكى من كل القصص وتسخر من محتوى الكتب الأكثر رواجا، وتفترض أن قراءك أقل ذكاء منك… حين تفعل هذا فأنت مُعتد بنفسك، وهذا الاعتِداد هو موت لكل كاتب وستشيخ وستموت مغرورا.
خامسا، لا تكن استعراضيا فيما تكتب باستخدام كلمات معقدة واستعراض المعرفة؛ لأن البحث عن استعراض المعرفة الواسعة المكتسبة من الكتب تصير مصيبة على الكتاب.
سادسا، لا تذكر في القصة معلومات زائدة. تذكر أنه يمكن صياغة أكثر الأفكار تعقيدا بلغة بسيطة.
سابعا، لا تتوقع المعجزات؛ لأنه في مجال الكتابة لا يحصل ذلك. يقضي الطبيب سنوات لدراسة الطب، ويتوقع الناس أن يصبح شخص ما كاتبا قصصيا محترفا في أسبوع أو شهر.
الكتابة معقدة وصعبة وماكرة.
ثامنا، تتطلب كتابة القصص عشرات المهارات المحددة التي يصعب تحصيلها، وحين يتم تحصيلها بعد سنين قد تصير فنا؛ لكن يجب أن تصير حرفة أولا.
تاسعا، اكتب كل يوم وتوقع أن تصير كاتبا بعد خمس سنين. لا تتوقع معجزة من نفسك وأنت لا تعرف حِرفة الحكي.
عاشرا، لا تسرف في تسخين محركاتك. لا تبدأ قصتك بوصف طويل جامد. الوصف يوقف الحدث. لا تبدأ بمعلومات عن خلفية أشياء حصلت قبل شهور أو سنين. هذه المقاربة المتخلفة مهلكة للرواية.
الحل؟
ابدأ بالحدث الحالي لشد الاهتمام. ابدأ بحدث، بتوتر، شخص يتعرض للتهديد.
حادي عشر، صف مسرح الأحداث دون تنميق ودون استطرادات. لتكن المادة الدرامية متحركة.
هذه قواعد من خبير.
ختاما، يسحرنا الحكي.
من لا يتمنى أن يحكي بمهارة ليشوق مستمعيه؟