عرف هذا الاحتفال الذي احتضنته دار بن جلون مساء السبت 4 ماي 2024 ، افتتاحية بكلمة الترحيب قدمها السيد محمد السيمو رئيس المجلس الجماعي مثنيا على تنظيم هذه المبادرة الثقافية التي جاء تنزيلها وفق ظروف استثنائية . كما بسط أمام الحضور الكريم مجمل الأوراش التي تشتغل عليها الجماعة تلك المتعلقة بتأهيل المدينة العتيقة و ترميم المعالم التاريخية و احتضان المآثر العمرانية التي لا تزال شاهدة على تعاقب الأزمنة بمدينة العلم و المعرفة مدينة القصر الكبير العريقة التي تجسد جنباتها تواريخ مهد الحضارة .
الكلمة التقديمية جاءت على لسان منشط الجلسة الدكتور الاستاذ عبد الوهاب إيد الحاج الذي اعتبر هذه الحلقة التراثية هي في حد ذاتها تأسيس لمشروع جماعي يرتكز على نقط تهم بالأساس إيلاء العناية و الاهتمام لكل ما تزخر به المدينة من موروث حضاري و ثقافي و تاريخي يتطلب إبرازه و إعادة اعتباره حتى يحقق الأهداف المرجوة منه.
بعد ذلك تناول الكلمة الاستاذ محمد العربي المصباحي محافظ وزارة الثقافة و الاتصال بالمديرية الجهوية بجهة طنجة تطوان الحسيمة (قطاع الثراث) ، قدم خلالها كلمة شكر للمجلس الجماعي على تنظيم هذه المبادرة ، ثم عرج على ذكر تاريخ انشاء مدينة القصر الكبير على عصر الموحدين حيث كانت تعد محطة مرور و إقامة للتزود قبل التوجه إلى الأندلس لتظهر بعد ذلك مدينة حضرية بامتياز كان لها من المنشآت ما يميزها عن غيرها ، و ذلك خلال الفترة الإسلامية الوسطية تتعدد بمآثرها و عمرانها التي ما زالت تتعايش بين جنباتها إلى حدود الأمس القريب .
بعد ذلك تحدث عن السور الموحدي او ما تبقى منه او البارز منه حيث اعتبر انه يمكن ان يكون مركز جذب سياحي على غرار بعض المعالم المتواجدة باسبانيا مثلا .. و استرسل في سرد طرق و كيفيات العناية بالأسوار التاريخية و جعلها نقط جذب سياحي تحقق تنمية محلية .. مشيرا إلى ان السور الموحدي بحاضره الآن يصعب توظيفه كمعطى سياحي حيث يتطلب ترميمه و اعادة تأهيله حتى يصبح في حلة جديدة تحاكي مرحلته التاريخية ..
الاستاذ محمد كماشين الإعلامي و الفاعل الجمعوي قدم كلمة تضمنت الإشارة إلى بعض المعالم التاريخية المتواجدة بالمدينة مشيرا إلى ضرورة الاعتناء بها و اعادة تأهيلها مذكرا بان جمعيات المجتمع المدني سبق و ان ترافعت على بعض المعالم الأثرية بالمدينة و تسجيلها ضمن تراث وطني كما ذكر بوجود عريضة تطالب بالحفاظ على السور الموحدي مبديا الشكر و الامتنان لجمعيّة مدينتي التي يرأسها الدكتور ادريس العسري التي كان لها السبق في إثارة الانتباه إلى المحافظة على السور الموحدي مبديا قلقله بشأن البقعة المجاورة للسور مطالبا باستغلالها بالشكل الإيجابي يراعي الخصوصية الثقافية و الحضارية لذلك المكان ..
الاستاذة الباحثة فرح المحمدي و الاستاذ محمد أخريف مؤرخ المدينة و الاستاذ محمد الصمدي محافظ المندوبية السامية لقدماء المقاومين و أعضاء جيش التحرير بالقصر الكبير و الاستاذ محمد أكرم الغرباوي رئيس مجلس الثقافة و التراث ، قدموا بدورهم عروضا قيمة جاءت في مجملها بصيغة مقتضبة و مركزة تحدثوا فيها عن دور الأسوار التاريخية في تحقيق التنمية المحلية من خلال تطويرها و تأهيلها و جعلها قبلة للسياح ، بصفة خاصة ، و إعادة الاعتبار للمدينة القديمة بكل ما تزخر به من مؤهلات حضارية و تاريخية يمكن ان تجعل منها رافعة لتحريك عجلة التنمية المستدامة على اختلاف مناحيها بصفة عامة .
بعد ذلك فتحت باب المداخلات و طرح التساؤلات حيث عرف النقاش تفاعلا جادا من حيث إثراء المعلومة و البحث عن خبايا حمولتها التاريخية ، وقد توالت الاستقراءات فجاءت المداخلات على سبيل المثال لا الحصر ، كمداخلة الأستاذ رشيد الجلولي رئيس الجامعة للجميع و مداخلة الاستاذ محمد أكرم الغرباوي رئيس مجلس الثقافة و التراث بالجماعة معربة عن مطالب حقيقية لإيلاء الاهتمام و الرعاية للموروث الحضاري و الثقافي التي تتوفر عليه المدينة.
و عند نهاية اللقاء تم تقديم مجموعة من الشواهد التقديرية على السادة الأساتذة الأفاضل كعربون محبة و عرفان .
و قد تم بهذه المناسبة تقديم حامل رقمي USB من طرف الطفل سليمان منصور باسم الكشفية الحسنية المغربية للسادة المحاضرين يضم 15 حلقة من برنامج 2 دقايق مع هدى وسليمان تتحدث حول المأثر و الشخصيات و العادات و التقاليد التي تزخر بها حاضرة القصر الكبير الذي يعده فريق الإعلام و التواصل بالكشفية الحسنية فرع القصر الكبير .
و قد حضر هذه الحلقة التاريخية إلى جانب رئيس المجلس الجماعي السيد محمد السيمو ، السيدة النائبة سعيدة بوعشة و السيدات المستشارات فاطمة القرقري و أمال الطريبق و نخبة من المثقفين المهتمين و خيرة من ممثلي الإعلام المحلي و فاعلين جمعويين ..