لا يمكن ذكر اسم فريق الاتحاد البيضاوي دون استحضار اسم الأب الروحي با العربي الزاولي.. ولقب المرحوم العربي الزاولي بـ “الكوك”، لأنه لعب لفريق “الكوك” كما كانوا ينادونه؛ والعربي الركراكي نسبة إلى ركراكة بمنطقة الشياظمة سنة 1922، إقليم الصويرة، وتوفي إلى رحمة الله بتاريخ 13 أبريل 1987، وعمره 65
استقر العربي الزاولي بكريان سنطرال، حيث كان يعمل سائقا لشاحنة نقل الأسماك.
في البداية لعب لفريق روش النوار-الصخور السوداء، ثم في الفترة ما بين 1946 و1947 لعب لفريق الكوك فريق مستقل أسسه الإسبان، كقلب هجوم. وفي هذه الفترة، تأسس فريق حر، ضم أبرز اللاعبين بكريان سنطرال، وأصبح يحمل اسم فريق الاتحاد البيضاوي برأسه الخليفة امحمد العبدي.
التحق العربي الزاولي بفريق الاتحاد البيضاوي منذ تأسيسه، كلاعب ومدرب مع الفريق المكون من سكري حارس مرمى وبوشعيب ولد الحوات وعبدا لسلام افريكان وسلام الطوبيس.
وشارك العربي الزاولي في عدة دورات تكوينية في كرة القدم في كل من إسبانيا والبرتغال؛ حيث حصل على عدة شواهد تقديرية عديدة. ثم تقلد مسؤولية رئاسة وتدريب فريق الحي المحمدي (الطاس). وتحمل مسؤولية رئاسة ودادية المدربين، ثم عمل ضمن اللجنة التقنية للمنتخب الوطني، رفقة قاسم القاسمي وأحمد النتيفي. كما أسندت له مهمة تدريب الفريق الوطني رفقة الأب جيكو، ومهمة تدريب منتخب الأمل رفقة العربي بنمبارك.
وأسس مدرسة الاتحاد البيضاوي لكرة القدم، وهي من أقدم المدارس الكروية بالمغرب. وبفضل هذه المدرسة الكروية، استطاع أبا العربي الزاولي تزويد فريقة بلاعبين أكفاء، وطعم باقي الفرق الوطنية، وكذا الفريق الوطني بأجود اللاعبين وخيرتهم.
كان ابا العربي يسكن رفقة أسرته الصغيرة داخل ملعب الطاس بالحي المحمدي، دون أن يفكر يوما في مستقبل أبنائه أو الحصول على امتياز..
في فصل الصيف، كان العربي الزاولي ينظم دوريات بمشاركة فرق الأحياء. وكان يجلس وحده على كرسي فوق بيته المجاور للملعب، يتابع بعين تقنية ثاقبة، ويدون أسماء المواهب الكروية ليصنع منها نجوما تضيء سماء الحي المحمدي، وتطعم مختلف الفرق الوطنية.
اسم الزاولي سيبقى علما ونبراسا لفريق الاتحاد البيضاوي، فابنه عبد الكريم لعب بالفريق، وابنته سميرة هي أول امرأة ترأست فريقا لكرة القدم بالمغرب.