احتجاج في وجه الرئيس التونسي قيس سعيد من طرف الصحفي التونسى والمحلل السياسي الأستاذ أحمد بن جديدية.

دولية
2 أكتوبر 2024
احتجاج في وجه الرئيس التونسي قيس سعيد من طرف الصحفي التونسى والمحلل السياسي الأستاذ أحمد بن جديدية.
رابط مختصر
الصحافي والكاتب والمحلل السياسي أحمد بن جديدية

سيدي الرئيس، أكتب إليكم للتعبير عن قلقي العميق إزاء سياستكم القمعيّة في تونس تحت رئاستكم وخاصة القمع المتزايد للصحافة في تونس، لقد قمتم بسجن العديد من زملائي الصحفيين لانتقادهم سياستك السلطوية. لانتقادهم الرئيس سعيد. على سبيل المثال، تم الحكم على الصحافين برهان بسيس ومراد الزغيدي بالسجن لمدة عام بتهمة نشر “أخبار كاذبة” والتشهير، ولحسن الحظ، تمكنت من مغادرة البلاد إلى المغرب قبل أن يتم اعتقالي أنا أيضًا. هذا الوضع يعرّض حرية التعبير للخطر ويتطلب اهتمامًا دوليًا عاجلاً لحماية الحقوق الأساسية للصحفيين.

لقد قمتم بأخطاء جسيمة تجاه الشعبين التونسي والشعب المغربي وتجاهلتم مشاعرهم الشعبية :

إن قرارك يتنافى مع الشعور الأخوي بين شعوب المغرب العربي.
هذا القرار دان العديد من السياسيين والمثقفين من المغرب وتونس.

إستقبالكم الاستفزازي لبراهيم غالي :

لقد استقبلتم شخصياً براهيم غالي، رئيس جبهة البوليساريو، في مطار تونس.
وقمتم بمنحه استقبال كرئيس دولة، مع استعراض علم “الجمهورية الوهمية” إلى جانب العلم التونسي.
لقد تمت هذه الدعوة على عكس رأي اليابان، الشريك المنظم لمؤتمر ” توكايد”.

مما يدل على انفصالكم التّام عن الموقف التقليدي التونسي حيث هذا العمل ينتهك الحياد التاريخي لتونس بشأن الصحراء المغربية.
إنه محاذاة غير مسبوقة مع المواقف الجزائرية.

## المساس بالعلاقات الثنائية المغربية التونسية :

هذه هي المرة الأولى التي تندلع فيها أزمة دبلوماسية كبيرة بين المغرب وتونس
أدى هذا القرار إلى استدعاء السفير المغربي على الفور.
ألغى المغرب مشاركته في مؤتمر توكايد كشكل من أشكال الاحتجاج.

احتقار المصالح الاقتصادية المتبادلة :

من المحتمل أن تؤثر هذه الأزمة سلبًا على التبادل الاقتصادي بين بلدينا.
أذكركمبأن العديد من الشركات المغربية تعمل في تونس، وتوظف آلاف التونسيين.

تصاعد العزلة الدبلوماسية :

قد يؤدي هذا الإجراء إلى تفاقم العزلة الدبلوماسية لتونس و يعرض الدعم المحتمل للمغرب لمساعدة تونس في تجاوز الأزمة الاقتصادية الخطيرة التي تمرّ بها.

أدت هذه الأخطاء إلى نشوب أزمة دبلوماسية كبيرة و”غير ضرورية”، والتي كان من الممكن تجنبها من خلال تنسيق أفضل مع المغرب. إنها تتعارض مع مصالح تونس والصداقة التاريخية بين شعوبنا.

### سيادة الرئيس قيس سعيد
إليك قائمة من بعض انحرافات وأخطاء رئاسيتك :

اولاً:
التركيز المفرط للسلطة :

حل البرلمان وعزل الحكومة في يوليو 2021.
اعتماد دستور جديد يعزز من سلطاتك الرئاسية.
حل المجلس الأعلى للقضاء، مما ضعف استقلالية القضاء.

ثانيا:
قمع المعارضة والأصوات النقدية :

اعتقالات تعسفية لشخصيات المعارضة والصحفيين والمحامين والنشطاء.
الاستخدام المفرط للمراسيم الرئاسية لاعتقال المنتقدين.
بعض المعارضين محتجزون منذ أكثر من 18 شهرًا دون محاكمة.

ثالثا:
المساس بالحريات الأساسية :

الرقابة الإعلامية، بما في ذلك حظر مجلة جون أفريك.
استخدام المرسوم 54 ضد “الجريمة السيبرانية” لقمع الأصوات النقدية عبر الإنترنت.
عودة مناخ الخوف الذي يذكر بعهد بن علي.

رابعا:
الأخطاء الاقتصادية والاجتماعية :

غياب إصلاحات اقتصادية فعالة لمواجهة الأزمة المستمرة.
رفض الاتفاقيات مع صندوق النقد الدولي، مما زاد من العزلة الاقتصادية.
الخطاب الشعبوي المعادي للنخب دون مقترحات ملموسة.

خامسا:
السياسة الخارجية المثيرة للجدل :

التوترات الدبلوماسية مع العديد من البلدان الغربية والأفريقية.
مواقف غامضة بشأن قضايا إقليمية مهمة، مثل النزاع الليبي.
التقارب المثير للجدل مع بعض الأنظمة الاستبدادية.

سادسا:
نقص الشفافية والحوار :

رفض الحوار مع المعارضة والمجتمع المدني.
عدم الوضوح في اتخاذ القرارات المهمة لمستقبل البلاد.
لازلتم تنشرون نظريات المؤامرة ضد شخصكم لتبرير إجراءاتكم التّعسفية.

هذه القائمة تسلّط الضوء على انزلاق تدريجي نحو نظام استبدادي، مما يمثل تراجعًا ديمقراطيًا عن مكتسبات ثورة عام 2011.
تثير أفعالك انتقادات شديدة على المستوى الوطني والدولي، مما يشكك في المستقبل الديمقراطي لبلادنا