رئيس الاتحاد القبائلي لكرة القدم يكتب: حين تتحوّل المقابلة الصحفية إلى تهمة بالإرهاب في الجزائر

دولية
3 يوليو 2025
رئيس الاتحاد القبائلي لكرة القدم يكتب: حين تتحوّل المقابلة الصحفية إلى تهمة بالإرهاب في الجزائر
رابط مختصر

يكتبها : أكسيل بلعباسي*

نعم، كريستوف غليز أجرى معي مقابلة. فهل يُعدّ ذلك جريمة؟ نعم، في نظر النظام الجزائري.
نعم، أنا مسؤول في حركة تقرير مصير منطقة القبائل (الماك). فهل يُعدّ هذا جريمة؟ أيضًا نعم، في منطق نفس النظام.

لقد بلغ الأمر في الجزائر حدًّا عبثيًا جعل من مجرد إجراء مقابلة مع ناشط قبائلي دفاعًا عن هويته وشعبه، عملاً يُصنَّف ضمن خانة “الإرهاب”. هذا بالضبط ما حدث مع الصحفي الفرنسي كريستوف غليز، الذي أُدين مؤخرًا بالسجن سبع سنوات نافذة فقط لأنه مارس مهنته بشرف.

تواصلنا كان في إطار مهني صرف، حيث تحدثنا عن مسيرة المنتخب القبائلي لكرة القدم، الذي أمثله بصفتي رئيسًا لاتحاد الكرة القبائلي، وعن مشاركته في كأس العالم للشعوب غير المعترف بها (CONIFA) بلندن سنة 2018. لم يكن حوارنا سياسيًا ولا دعائيًا، بل رياضيًا محضًا. ومع ذلك، وجد نفسه متهمًا بـ”تمجيد الإرهاب”!

ما يثير الاستغراب أكثر هو أن عدة وسائل إعلام دولية مرموقة — مثل Canal+ وL’Équipe وCNN وLe Monde وJeune Afrique — غطّت أنشطتنا الرياضية. فهل سيتم اتهام صحفييها هم أيضًا بالإرهاب؟ بالطبع لا. إن اتهام غليز ليس سوى خطوة يائسة من نظام يستشعر الخوف من كل صوت حرّ.

ما يجري اليوم في الجزائر يُذكّرنا بالأنظمة الاستبدادية الأكثر ظلمة. نحن أمام سلطة تُمارس الاختطاف السياسي بحق المثقفين والمعارضين والصحفيين، تمامًا كما تفعل طهران مع الكتّاب الفرنسيين كجاك باري وسيسيل كوهلر. الفرق الوحيد أن هذه الممارسات تجري هنا، على مرأى من أوروبا، دون رد فعل حازم.

لم يعد التزام الصمت مجديًا. الإعلام لا يحمي الصحفيين، والسكوت لم يمنع صدور الأحكام. فحتى في ظل غياب التغطية الإعلامية، يُدان الأبرياء. كريستوف غليز هو خير مثال.

إن منطقة القبائل تعيش اليوم حالة حصار مفتوح، حيث يُعتقل مئات المواطنين، من ناشطين سلميين إلى مدونين، بتهم فضفاضة لا تستند إلى أي منطق قانوني. سجون النظام تعجّ بأبناء شعبنا، فقط لأنهم عبّروا عن هويتهم.

لقد حان الوقت للتحرك. حان الوقت لأن يرى العالم الحقيقة كما هي، ويتحمل مسؤوليته.

الحرية لكريستوف غليز.
الحرية لبوعلام صنصال.
الحرية لكل سجناء الرأي في الجزائر.
الحرية لأبناء القبائل المعتقلين ظلمًا.

*رئيس الاتحاد القبائلي لكرة القدم