أحمد شمين
هو مجرد تكتيك جديد ينهجه بعض المنتخبين ، الذين لم يلتزمون بوعودهم تجاه المواطن فترة الحملة الانتخابية الأخيرة ، فبعد اختفائهم عن الأنظار مباشرة بعد حصولهم على مقاعد تمثيلية داخل المقاطعات والجماعات والبرلمان بغرفتيه بفضل أصوات الناخبين ، الشئ الذي جعلهم يقتنعون بأن مرحلتهم قد انتهت ، ولا حظ لهم في استحقاقات 2026 ، حيث ابتكروا استراتيجية جديدة الغاية منها إعادة الثقة التي فقدوها بسبب خياناتهم للعهد تجاه الوطن والمواطن ، ولا يختلف التكتيك الجديد المبتكر من قبل هؤلاء عن مشهد القاتل الذي يسير في مقدمة موكب جنازة ضحيته ، حيث نراهم هذه الأيام يدعون إلى تنظيم مسيرات احتجاجية على تدني خدمات مؤسسات اجتماعية عمومية ، مسيرات في الشارع العام بدون حياء أو خجل ، نجدهم في مقدمتها يرددون شعارات تنديدية على الأوضاع المزرية التي أصبحت عليها هذه المؤسسات العمومية ، مع العلم أن المسؤولية المباشرة تقع على عاتقهم ، بحكم كونهم منتخبين في مؤسسات تمثيلية ، وإن اختلفت الاختصاصاتها ، فأحزابهم تتموقع في مراكز القرار داخل الحكومة ، ولها فرق ممثلة في البرلمان بغرفتيه .
ظاهرة الخروج في مسيرات احتجاجية ما هي إلا استرتيجية مفظوحة الأهداف الخبيثة ، والتي لا تنطوي على شعب تجرع مرارة البؤس والحرمان من أبسط شروط العيش الكريم ، بسبب الثقة التي وضعها في أوناس ، أصبح مكانهم في حاويات الأزبال ، وليس في المؤسسات التمثيلة ، خاصة وأن المغرب مقبل على محطات وتحديات جد مهمة ، تحتاج إلى أطر وكفاءات لها غيرة قوية على مصالح الوطن والمواطن .
