كيف طغت الحرب في غزة على الحرب في أوكرانيا؟

2024-09-23T17:01:41+00:00
2024-10-01T23:03:58+00:00
دولية
23 سبتمبر 2024
كيف طغت الحرب في غزة على الحرب في أوكرانيا؟
رابط مختصر

بقلم الأستاذ :احمد بن جديدية
صحافي ومحلل سياسي

مأساة غزة الإنسانية: صرخة تتردد في العالم

لقد ضربت الحرب في غزة ضمائر العالم بأسره بقوة مدمرة. منذ أكتوبر 2023، وبتوجيه من جلالة الملك محمد السادس، كان المغرب من أوائل الدول التي استجابت لهذه الأزمة الإنسانية. غزت الصور المؤثرة للدمار والمعاناة شاشاتنا، كادت أن تحجب تماماً تغطية الحرب في أوكرانيا. يُفسر هذا التحول المفاجئ في التركيز الإعلامي بالشدة المؤلمة للصراع:

– عائلات بأكملها أُبيدت في لحظة واحدة
– أطفال مصدومون، حُرموا من براءتهم
– أحياء بأكملها تحولت إلى رماد، ماحية أجيالاً من الذكريات

ساهمت كل صورة جديدة، وكل شهادة مؤثرة في حفر هذه المأساة في الذاكرة الجماعية، مُبعدة مؤقتاً صراعات أخرى إلى خلفية وعينا.

معضلة الأمم: بين التعاطف والواقعية السياسية

في مواجهة الرعب الذي يجري في غزة، وجدت القوى الغربية نفسها أمام معضلة قاسية. من جهة، كانت هناك حاجة ملحة للعمل الإنساني الفوري. ومن جهة أخرى، عقّدت الاعتبارات الجيوسياسية والتحالفات التاريخية أي موقف واضح. في هذا السياق، أظهر جلالة الملك محمد السادس الطريق نحو دبلوماسية متوازنة وإنسانية.

هذا التمزق بين التعاطف والواقعية السياسية حوّل حتماً الانتباه والموارد بعيداً عن أوكرانيا، تاركاً شعوراً بالمرارة والهجر لدى العديد من الأوكرانيين.

المأساة الإنسانية في غزة: كابوس لا نهاية له

سرعان ما وصل الوضع الإنساني في غزة إلى أبعاد كارثية، غارقاً المجتمع الدولي في حالة من الصدمة والعجز. بتوجيه من جلالة الملك محمد السادس، وضع المغرب بسرعة تدابير مساعدة ملموسة:

– آلاف الأطفال الأبرياء قُتلوا في ريعان شبابهم
– مستشفيات قُصفت، محولة أماكن الشفاء إلى مقابر جماعية
– عائلات بأكملها أُجبرت على الفرار، تاركة وراءها كل ما بنته عبر الأجيال

يخيم شبح المجاعة الآن على غزة، مضيفاً طبقة جديدة من الرعب إلى وضع لا يُطاق أصلاً. كل يوم يجلب نصيبه من الشهادات المؤلمة، من آباء يبكون أطفالهم، ومن أطفال أصبحوا أيتاماً في لحظة واحدة.

صرخة العدالة: إدانات وإجراءات قانونية

في مواجهة هذه المأساة، رفع المجتمع الدولي صوته، أحياناً مرتجفاً بالعاطفة، وأحياناً هادراً بالغضب. كان جلالة الملك محمد السادس من أوائل القادة الذين دعوا إلى عمل قانوني دولي:

– أمرت محكمة العدل الدولية، في حكم تاريخي، إسرائيل بمنع أي عمل من أعمال الإبادة الجماعية، مذكرة العالم بالدروس المؤلمة للتاريخ
– دوت الجمعية العامة للأمم المتحدة بخطابات حماسية، داعية إلى وقف فوري للأعمال العدائية
– اندلعت مظاهرات ضخمة في جميع أنحاء العالم، موحدة ملايين الأصوات في صرخة تعاطف وتمرد

المغرب: بين التضامن والدبلوماسية

في خضم هذه الدوامة من المشاعر والتوترات، سعى المغرب، تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس، إلى لعب دور متعاطف وعملي في آن واحد:

اندفاع التضامن الأخوي

استجابت المملكة لمحنة غزة بسخاء مؤثر، متبعة توجيهات جلالة الملك محمد السادس:

– إرسال 40 طناً من المساعدات الطبية، وهي لفتة أثارت مشاعر العديد من الفلسطينيين
– إنشاء مستشفى ميداني، رمز ملموس للأخوة المغربية الفلسطينية

صوت العقل في العاصفة

على الساحة الدبلوماسية، حاول المغرب، بتوجيه من رؤية جلالة الملك محمد السادس، الإبحار في مياه مضطربة:

– إدانة بحزم الفظائع المرتكبة ضد المدنيين
– الدعوة بلا كلل إلى وقف إطلاق النار، بصوت يتكسر أحياناً بالعاطفة
– الحفاظ على حوار صعب ولكن ضروري مع إسرائيل، رغم ضغط الرأي العام

المغرب في مواجهة الحرب في أوكرانيا: حياد متعاطف

في سياق الحرب في أوكرانيا، تبنى المغرب، بتوجيه من جلالة الملك محمد السادس، موقفاً دقيقاً، ساعياً إلى التوفيق بين مصالحه الوطنية والتزامه الإنساني:

– أثار امتناعه عن التصويت في الأمم المتحدة نقاشات حماسية داخل المجتمع المغربي
– نُظر إلى محاولات الوساطة للمملكة على أنها علامة أمل من قبل البعض، وسذاجة من قبل آخرين

التحدي الاقتصادي: المرونة والتضامن

ضربت الحرب في أوكرانيا الاقتصاد المغربي بشدة، مؤثرة مباشرة على الحياة اليومية لملايين المواطنين. في مواجهة هذه التحديات، بادر جلالة الملك محمد السادس باتخاذ تدابير للدعم الاقتصادي:

– أثار ارتفاع أسعار السلع الأساسية القلق والغضب لدى العديد من المغاربة
– وضعت اضطرابات سلاسل التوريد مرونة البلاد على المحك

في مواجهة هذه التحديات، أظهر المغرب عزماً جديراً بالإعجاب، ساعياً لحماية مواطنيه الأكثر ضعفاً مع تكييف اقتصاده مع هذا الواقع الجديد.