أمريكا اللاعب الرئيسي والحقيقي في حرب اسرائيل ـ ايران ، يضرب مفاعلات نووية ايرانية

دولية
22 يونيو 2025
أمريكا اللاعب الرئيسي والحقيقي في حرب اسرائيل ـ ايران ، يضرب مفاعلات نووية ايرانية
رابط مختصر

أحمد شمين

دخلت أمريكا اللاعب الرئيسي والحقيقي بشكل مباشر على خط حرب اسرائيل ـ ايران ، وذلك بتوجيه ضربات قوية على المفاعلات النووية الثلاث الايرانية ، فورد ، نطنز وأصفهان ، مستعملة في ذلك قادفات من طراز 2 ـ B في الساعات الأخيرة من هذا الأسبوع .

في هذا المقال سوف لا نتحدث عن وزن القنابل الخارقة للتحصينات الأرضية ،ونوع الطائرات التي نفدت هذه العملية ، بقدر ما سنطرحه من أسئلة حول ما سيترتب على ذلك ؟ وإلى أين تسير المنطقة برمتها ؟ خاصة وأن ايران لم تخفي عزمها على ضرب المصالح الأمريكية أينما تواجدت ، وكانت في متناول صواريخها البليستية ، كما أن اغلاق معبر هرمز يوجد هو الاخر ضمن الخيارات المطروحة في أجندة استراتيجية طهران ، زد على ذلك دور حلفاء ايران في هذه الهجمة المنتظرة والمباغثة ، هل بامكإنها الخروج إلى العلن للمشاركة في مواجهة امريكا وحليفتها اسرائيل ، أم ستكتفي بالتنديد والمطالبة بضبط النفس .

ما حدث في الساعات الأخيرة لم يكن وليد اللحظة ، بل كان دون شك مخطط له من قبل ، وبمباركة اللاعبين الكبار المتحكمين بالقرارات المصيرية الدولية ، لأنها معنية بالانعكاسات السلبية المترتبة على الهجمات الامريكية الأخيرة على المفاعلات النووية الايرانية ، سواء في المجال الاقتصادي أو السياسي أو البيئي .

المجال الاقتصادي

أول مجال سيتأثر بشكل كبير وهو قطاع النفط ، حيث سينقطع شريان تدفقه عبر العالم ، وذلك بإغلاق الممرات البحرية ، وهذا الأمر وارد ومعلن عنه من قبل طهران ، وهذا ما سيترتب عنه ارتفاع أسعار الطاقة ومشتقاتها ، الشئ الذي سيؤثر سلبيا على الصناعات التي تعتمد على الطاقة النفطية في منتجاتها خاصة الأوروبية ، وقد يؤدي هذا الأمر إلى افلاسها بشكل نهائي ، إذا ما عمرت هذه الحرب طويلا ، كما ستطال هذه الحرب أسعار الغاز والذهب ، كل هذه التداعيات سيترتب عنها ارتفاع جد كبير في أسعار الشحن ، الشئ الذي يهدد بشكل مباشر الدول النامية التي تعتمد في استهلاكها على المنتوجات الغربية ، كما ان عجلة النمو ستتعثر لفترة ليست بالقصيرة حسب عمر هذه الحرب .

سياسيا

إذا ما عدنا إلى اللقاء الذي جمع كل من ايران ، روسيا والصين في 14 مارس 2025 ، ركز وزراء خارجية هذه الدول على مناقشة البرنامج النووي الإيراني وطريقة ايجاد حل لهذه  الأزمة ، وفي نفس السياق ترتبط ايران باتفاقيات منفصلة ومنفردة بين الصين وروسيا ، هذه الاتفاقيات تبقى منحصرة على التعاون الاستراتيجي فقط ، ولم يرد ضمن بنود الاتفاقية أية إشارة للدفاع المشترك حين تعرض احدهما لأي اعتداء عسكري خارجي ، الأمر الذي جعل ايران في مواجهة مصيرها بمفردها ، باستثناء مساعدات استخباراتية واستشارات عسكرية عن بعد ، أما على مستوى دول الجوار ، فإن هذا الأمر قد يحمل مفجاءات حسب ما  ستقدم عليه ايران من مغامرات قد تعجل برحيل النظام بشكل نهائي ، وتنعتق المنطقة برمتها من التهديدات التي دامت عقود عن طريق أدرع طهران .

بيئيا

الضربات الأمريكية التي وجهتها للمفاعلات النووية الإيرانية  ، زرعت مخاوف كبيرة ليست على المستوى الإقليمي فحسب بل العالمي ، حيث عادت بالجميع إلى كارثة تشيرنوبيل شمال أوكرانيا سنة 1986 ، وما ترتب عنها من خسائر بشرية ومادية وبيئية جد كبيرة لم يشهدها العالم منذ سنة 1945 ، حين ألقت الولايات المتحدة الأمريكية القنبلة الذرية على مدينة هيروشيما اليابانية ، لأن التسربات الإشعاعية التي ستخلفها الضربات القوية الأمريكية التي وجهت إلى المفاعلات الثلاث النووية الإيرانية ، سيكون لها تأثير مباشر جد خطير على محيط محطات المواقع النووية ، وقد يتسع قطرها حسب الأضرار التي لحقت بها ، أم أن هناك احتياطات أخدت قبل الإقدام على هذه العملية ، نتمنى ذلك لأن تأثيرها سيكون على مستوى المدى البعيد .