أحمد شمين
لا تكاد تغرب شمس اليوم ، دون أن تطل علينا أحد قنوات التواصل الاجتماعي ، بخبر تعرض رجال الأمن لاعتداء من جانحين ، وقد يكون بنفس السيناريو بمعظم مدن المغرب ، حيث تكون البداية بالعصيان وعدم الامتثال لأوامر رجال الأمن على اختلاف رتبهم الإدارية ، ثم التهديد اللفظي ، لينتقل بعد ذلك مباشرة إلى مواجهة باستعمال أسلحة بيضاء من الحجم الكبير ، معرضين بذلك سلامة المواطنين ورجال الأمن إلى الخطر ، أو الرشق بالحجارة ، كما هو الحال للحادث الذي وقع بمدينة القنيطرة ليلة أمس ، وذلك بعد تلقي مصلحة التواصل بنفس المدينة ، بمكالمة استغاثة هاتفية ، من صاحب محل تجاري تعرض لاعتداء مباشر من قبل شقيقين ، وعلى الفور تدخل عناصر من رجال الأمن تابعين للمصالح الأمنية بالمنطقة ، ورغم المحاولات المتكررة من أجل تهدئة الجانحين اللذان كانا في حالة سكر طافح ، لم يمتثلا لأوامر رجال الأمن ، بل تعديان حدود التهديد وتوجيه ألفاظا نابية في حقهم ، وبدءا في رشق الشرطة بالحجارة على اختلاف أحجامها ، الشئ الذي اضطر معه استعمال السلاح الوظيفي بعد نفاد جميع الأساليب ، حيث تم اصابة الجاانحين حسب مصدر قناة وسط نيوز على المستوى الأسفل لجسدهما ، نقلا على الفور إلى قسم المستعجلات لتلقي العلاجات الضرورية ، قبل عرضهما على القضاء لتقول كلمتها الأخيرة في حقهما .
تطرقنا لهذا الحادث ، لم تكن الغاية منه الإثارة الإعلامية ، أو المس بالسلم والأمن بالقنيطرة ،كما هو الحال بباقي مدن المملكة ، بل الغاية منه مشاركة المتلقي في قضية هذه الظاهرة ، التي أصبحت ترهق الأمن العام وتشوه سمعة المجتمع المغربي ، كل من موقعه ، فاعل جمعوي ، رجل سياسة ، نقابي ، رجل تعليم ، الإعلام ، رب الأسرة …..، حتى نتمكن من إعادة ترتيب بيتنا ، الذي أصبح تتهاوى جدرانه ، وتنخر جسم أفراده ، هذه الظواهر التي لا تمث لأعرافنا وتقالدنا وأخلاقنا بشيْ .
